الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تونس «مشات» والسياسيون يتفرجو!

نشر في  23 أفريل 2015  (11:21)

بقلم: محمد المنصف بن مراد

بعد تغيير النظام منذ أربع سنوات انتظر الشعب التونسي بناء نظام جديد يرتكز على ايجابيات الماضي كالاستقرار والتحكّم في الأسعار وحسن أداء الإدارة ومقاومة التطرّف الدّيني وضمان حقوق المرأة والنمو الاقتصادي المحترم والسياسة الخارجية القائمة على الحياد والنظام الصحّي شبه الممتاز والتعليم الذي لا تتهدّده الإضرابات، وفي الوقت نفسه كان الشعب التونسي ينتظر من النظام الجديد انهاء الفساد والمحسوبيّة ونهب العائلات الحاكمة  لثروات البلاد والاهتمام بنمو الولايات المهمّشة وتحرير القضاء من ضغوطات الرئاسة والعائلات النّافذة وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة والفصل بين الدولة والحزب الحاكم وانهاء تركيع الإعلام.. كانت تلك انتظارات الشعب التونسي لكن الواقع كان عكس ذلك استغلت الترويكا السلطة وكأنّ تونس أصبحت غنيمة، كما سمحت للعنف والأسلحة بالانتشار وغضت النظرعن تغلغل الارهاب وزرعت أنصارها في الإدارة والمؤسسات وجعلت من الانتماء الحزبي شرطا من شروط الانتداب..
وهذا جدول يجسّم تقريبا الواقع التونسي اليوم بصفة شبه مؤكدة

وإلى يومنا هذا لم يحقّق تغيير النظام اشياء كثيرة ما عدا الانتخابات التي نجحت نسبيّا بعد أن ضخت أموال من الداخل والخارج، وكذلك حرية الإعلام التي تحسّنت رغم الأموال الداخلية والخارجية التي وظفها المتشدّدون والفاسدون،  كما انّ هناك مجهودات هامّة مبذولة من قبل  الأمن الجمهوري وحكومة السيد الحبيب الصيد للقضاء على الارهاب.. وإذا استثنينا هذه التحسينات فانّ تونس تفتقر:
أ) لمشروع مجتمع متفتح وعادل وحداثي
ب) للعدالة الجبائية
ت) لحكومة قوية وعادلة
ث) لسياسة تعليمية حداثية
ج)  لحياد كل المساجد وابتعادها عن السياسة
ح) لهدنة اجتماعية تعلق خلالها الاضرابات
خ) لتخطيط استراتيجي ضدّ الارهاب
د)لآليات تمكّن كل الولايات من  استقلالية التخطيط والتنفيذ
ذ) لمكافحة غلاء الأسعار والفساد
ر) للاهتمام بالثقافة بصفة جدية
ز) للنجاعة في الإدارة
ن)لمناخ أمني وإطار قانوني يدفعان إلى الاستثمار
مهما يكن من أمر، فانّ بلادنا لم تخرج من النّفق، وما يؤرقنا هو تنامي الارهاب والمشاكل الأمنية والاقتصادية وخاصّة ضعف الحكومة.
تونس «مشات» والسياسيون «يتفرجو»!